شهد العمل الثقافي في العالم تحولاً محورياً خلال العقدين الأخيرين أعاد تعريف الدور التقليدي الذي كانت تلعبه مؤسسات الحكم المحلي إلى دور معاصر أكثر فاعلية وتدخلاً، وأكثر قدرة على إحداث التغيير. ولم يعد إعداد وتنفيذ السياسات والبرامج الثقافية العامة والمجتمعية مقتصراً على الوزارات المختصة ومؤسسات المجتمع المدني، بل أصبح الآن، وبشكل موسع، جزءاً أساسياً من مهام مؤسسات الحكم المحلي. لقد أثبتت التجربة أنه من غير الممكن عزل العمل الثقافي عن النشاط المجتمعي، وأن الثقافة هي جزء أساسي ومحوري في العمل التنموي بشكل عام، وفي عمل مؤسسات الحكم المحلي بشكل خاص، تحديداً لمقدرة هذه المؤسسات (خلافاً لغيرها) على البقاء في تواصل مباشر مع مختلف شرائح المجتمع وحاجاتها.
إن بلدية رام الله نظراً للخبرة الطويلة التي راكمتها منذ تأسيسها و كجزء أساسي من مشروعها في تطوير دورها و بناء علاقة صحية مع مجتمعها أكثر عمقاً و شفافية، و نظراً للشروط الملائمة التي تتمتع بها و التي جعلت منها منطقة جذب على المستويات السياسية و الاقتصادية و الثقافية أصبحت مؤهلة لتطوير دور ثقافي محوري على المستوى المحلي و الإقليمي و العالمي. أن هذا الدور لا يتطلب أن تكون بلدية رام الله بديلاً أو منافساً للمؤسسات الفاعلة في المجال الثقافي والمجتمعي ، بل يفترض أن تقوم االبلدية بدور الرافعة القادرة على توحيد الجهود و العمل مع جميع مستويات صناع الثقافة في مختلف حقولها في إطار رؤية موحدة تعزيز قيم العمل الثقافي و الإبداعي و المجتمعي و تستوعب و تقدر التعدد الثقافي و الفكري في المدينة و تسخر مرافق البلدية المختلفة لهذه الغاية.
مجالات تدخل بلدية رام الله في مجال التنمية المجتمعية والثقافية:
أولا: توفير البنية التحتية الملائمة والقادرة على استيعاب النشاط الثقافي المحلي والمجتمعي والوافد ضمن شبكة من الفضاءات الثقافية القادرة على تقديم أداء متكامل في أحياء رام الله كافة، وعلى تماس مع مختلف الشرائح الاجتماعية.
ثانيا: دعم الفعاليات الثقافية والفنية التي تقيمها مؤسسات المجتمع المدني، بما يوفر لها فضاءات العرض والدعم المالي والتقني وعلى رأسها:
ثالثا: إشراك الشرائح المجتمعية الأوسع في النشاط الثقافي، عبر خلق روابط تنقل العمل الثقافي من القاعة المغلقة نحو الفضاءات المفتوحة.
رابعا: توثيق التاريخ الفكري لمدينة رام اللهعبر مشروع الأرشيف ودعم الدراسات الخاصة بالمدينة.
خامسا: احياء روح العمل التطوعي في مدينة رام الله.
|